حقائق عن البحث العلمي في الوطن العربي , ومقارنته بالوضع في اسرائيل




واقع التمويل العربي للبحث العلمي، يجد أنه يختلف كثيرًا عن المعدل العالمي للإنفاق على البحث العلمي، ويتخلّف كثيرًا عامًا بعد عام,حتى لو تقدم معدل الإنفاق العربي على البحث العلمي في الفترة من عام 1970م وحتى عام 2005م

 نسبة الإنفاق على البحث العلمي بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي لم تتعد 0.5% في الأقطار العربية كافة لعام 1992م، وهي نسبة ضئيلة عند مقارنتها بمثيلاتها في السويد وفرنسا، حيث بلغت 2.9%، و2.7% على التوالي.


وفي عام 1999م كانت نسبة الإنفاق على البحث العلمي في مصر 0.4%، وفي الأردن 0.33%، وفي المغرب 0.2%، وفي كل من سورية ولبنان وتونس والسعودية 0.1% من إجمالي الناتج القومي، وتؤكد ذلك إحصائيات اليونسكو لعام 1999م. أما إحصائيات سنة 2004م لنفس المنظمة العالمية، فتقول إن الدول العربية مجتمعة خصصت للبحث العلمي ما يعادل 1.7 مليار دولار فقط، أي ما نسبته 0.3% من الناتج القومي الإجمالي.


الإنفاق على البحث العلمي في دولة الكيان الصهيوني (ما عدا العسكري) حوالي 9.8 مليارات شيكل، أي ما يوازي 2.6% من حجم إجمالي الناتج الوطني في عام 1999م، أما في عام 2004م، فقد وصلت نسبة الإنفاق على البحث العلمي هناك إلى 4.7% من ناتجها القومي الإجمالي


معدل ما تصرفه حكومة الكيان الصهيوني على البحث والتطوير المدني في مؤسسات التعليم العالي ما يوازي 30.6% من الموازنة الحكومية المخصصة للتعليم العالي بكامله، ويصرف الباقي على التمويل الخاص بالرواتب، والمنشآت، والصيانة، والتجهيزات.. على العكس تمامًا ما يحدث في البلدان العربية، إذ إن أغلب الموازنة المخصصة للبحث العلمي تصرف على الرواتب والمكافآت والبدلات وغيرها

وإذا قورن وضع الكيان الصهيوني بالدول المتقدمة الأخرى، نجد أنه ينافس ويسبق كثيرًا من الدول الغنية والبلدان المتقدمة في هذا الميدان، فنجد أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي من إجمالي الناتج الوطني في السويد وصلت إلى 3.3%، و2.7% في سويسرا واليابان، وهي تتراوح من 2 إلى 2.6% في كل من فرنسا والدنمارك والولايات المتحدة،

 الكيان الصهيوني يعتمد بشكل كبير على المراكز البحثية القائمة داخل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وتبلغ معدلات الإنفاق الحكومي على البحوث داخل الجامعات أعلى نسبة في العالم أي حوالي 30.6%، بينما يصرف القطاع الخاص ما نسبته 52% من الإنفاق العام على الأبحاث والتطوير.


ويحتل الكيان الصهيوني المركز الثالث في العالم في صناعة التكنولوجيا المتقدمة بعد «وادي السيليكون» في كاليفورنيا وبوسطن، والمركز الخامس عشر بين الدول الأولى في العالم المنتجة للأبحاث والاختراعات


 بالنسبة إلى عدد سكان دولة الكيان الصهيوني قياسًا إلى مساحتها فهي الأولى في العالم على صعيد إنتاج البحوث العلمية

الكيان الصهيوني يصدر اليوم من بضائع التكنولوجيا العالية 40% من إجمالي صادراته


   يعود قصور الجامعات العربية في البحث العلمي إلى عدم تخصيص ميزانية مستقلة ومشجعة للبحوث العلمية، إضافة إلى أن الحصول على منحة بحثية يستغرق إجراءات طويلة ومعقدة مع قلة في الجهات المانحة


الدول المتقدمة ترصد الميزانيات الضخمة للبحوث العلمية لمعرفتها بالعوائد الضخمة التي تغطي أضعاف ما أنفقته، في حين يتراجع الإنفاق على البحوث العلمية في الدول العربية بسبب النقص في التمويل الذي تنفق نسبة كبيرة منه على الأجور والمرتبات.


   يعد القطاع الحكومي الممول الرئيسي لنظم البحث العلمي في الدول العربية، حيث يبلغ حوالي 80% من مجموع التمويل المخصص للبحوث والتطوير مقارنة بـ3% للقطاع الخاص، و7% من مصادر مختلفة، وذلك على عكس الدول المتقدمة ودولة الكيان الصهيوني حيث تتراوح حصة القطاع الخاص في تمويل البحث العلمي ما بين 70% في اليابان و52% في دولة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.


ما ينشر سنويًا من البحوث في الوطن العربي لا يتعدى 15 ألف بحث. ولما كان عدد أعضاء هيئة التدريس نحو 55 ألفًا، فإن معدل الإنتاجية هو في حدود 0.3% وهو وضع يرثى له من حيث الإمكانات العلمية والتكنولوجية في مجال الإنتاجية العربية، إذ يبلغ 10% من معدلات الإنتاجية في الدول المتقدمة.


المصـدر:  مستقبل البحث العلمي في الوطن العربي: د. علي التركي
مجلة العربي عدد اغسطس 2010

تعليقات

  1. شكرا لك يا أخي
    بحث رائع وأظن أن المشكلة تبدأ بالأنظمة الحاكمة وثانية بالأنظمة التعليمية الفاشلة وطريقة التدريس وثالثا مستوى المعيشة الذي يجعل الموظف العربي رغماً عنه يبحث عن الغذاء والماء قبل أي شيء وهذا هو ما آل إليه الوضع المعيشي الذي يعيشه
    شكرا لك
    وإذا وددت التواصل
    هذا الفيسبوك بنتاعي : mecharobo raul
    أخوك mecharobo من فلسطين
    بالتوفيق يا صديقي وسأكون من المتابعين لمدونتك إن شاء الله وإستمر أخي

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. شكرا لك , الاستبداد في الدول العربية حرمها من التفوق في اي مجال

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القراءة في المواصلات العامة تزيد الوعي بأهمية القراءة

المســئول عن مذبحة بورسعيد

بائع البطيخ الذي أصبح احد رواد الطب واشهر اطباء عصره